التجمع لم يكن الحزب الحاكم فعليا في تونس وانما كان غطاء لجهاز يساري نافذ داخل مفاصل الدولة ومؤسساتها يجمع بين لوبيات إعلامية وسياسية وفنية وأكاديميين وأدباء وذوي النفوذ المالي القذر وجزء كبير مما يطلق عليه اعتباطا اسم “النخبة”..
فاليسار الانتهازي كان المُزَوّد الرئيسي للاستبداد (سمير العبيدي نموذجا) والرّافد المُلازم لعملية الانحراف بالبلاد سياسيا وثقافيا واقتصاديا والمُنَظّر الشّاذ لعملية القطع مع الانتماء الحضاري للبلاد واستئصال كل جذورها التاريخية…
فالمرحلة النوفمبرية هي مرحلة حكم اليسار الماركسي بمختلف مشتقاته في تحالف مع الرّئيس الارهابي الفار بدأت تتضح معالمه بعد ان عرّت الثورة كثيرا من العفن… ووضع البلاد الكارثي وما استتبعه من مصاعب ومتاعب وتفاوت جهوي وسرقات إنما كان من بركات تلكم السياسة “التقدمية جدا” والتي لا يزال بعض المصابين بغثيان الحُمّى للاسف يبشرون بها الشعب التونسي…